من نظر في عيوب الناس فأنكرها ثم رضيها لنفسه فذاك الأحمق بعينه. ( نهج البلاغة ٤: ٨١ )       إياك أن توجف بك مطايا الطمع فتوردك مناهل الهلكة. ( نهج البلاغة ٣: ٥١)        بئس الطعام الحرام. ( نهج البلاغة ٣: ٥٢)      لا يَصدق إيمان عبد حتى يكون بما في يد الله أوثق منه بما في يده. ( نهج البلاغة ٤: ٧٤)      كن في الفتنة كابن اللبون لا ظهر فيركب ولا ضرع فيحلب. ( نهج البلاغة ٤: ٣)      
البحوث > المتفرقة > الحياة الآخرة في نصوص اهل الكتاب الصفحة

الحياة الآخرة في نصوص أهل الكتاب
الشيخ حاتم إسماعيل
بداية
لا شك أن ظاهرة الموت قد أقلقت الإنسان منذ بداياته الأولى على هذه الأرض، ومنشأ هذا القلق والخوف، إضافة إلى دلالته على حب الحياة والحرص عليها، أنه يكشف عن الخوف من المصير، والقلق عما يؤول إليه أمره.
لقد افترض كثير من الباحثين، خصوصًا الماديون منهم، في قضية الموت وما بعده، أن هذا القلق هو الذي دفع أتباع الأديان، سماوية وغير سماوية، إلى الاعتقاد بعالَم آخر، يلي هذا العالم وهذه الحياة، وهذا يفترض أنه لولا مسألة الموت التي واجهت الإنسان ولم يستطع أن يجد لها تفسيرًا مرضيًا ومقبولاً، لم يكن للدين أيّ محل في حياة الإنسان بزعمهم.
وتعلّل الكثير من هؤلاء بأن حياة ما بعد الموت من الأمور التي لا يمكن إثباتها بالطرق العلمية والتي لا تقع تحت التجربة والحواس، ولهذا فهي مجرد أمر افتراضي لا يَرقى إلى مستوى الحقيقة والواقعية.

هل الموت عدم أم حياة
لكنّ الشيء الأكيد في هذه المسألة، أن أصل الخوف والخلاف هو السؤال التالي: هل الموت فناء وعدم، وبالتالي فَحُبُّ البقاء، والحرص على الحياة، هو الذي يؤدي إلى القلق والخوف من الموت، ويؤدي إلى البحث عن البقاء بكل الوسائل الممكنة. أم أن الموت تجديد حياة، وانتقال إلى مستوى أرقى وأسمى من الحياة التي نعيش؟
وفي هذا الفرض الثاني، ربما يقال أنه لا يبقى للقلق والخوف محل وموقع في نفس الإنسان، إذ ما دام الإنسان مفطورًا على حبّ الكمال والسعي نحوه، فمن الطبيعي أن يحلّ الاطمئنان والاستقرار النفسي بالموت، وانتظار الحياة الآخرة بشغف وشوق، ما دامت تُلبّي هذا الطموح، وتُحقّق هذه الرغبة فيه.