الإسلام دعوة عالمية (الحلقة الأولى)
الشيخ علاء السالم
من السمات التي يتحلّى بها الإسلام دين الله الخالد هي العالمية ونعني بها هنا: أن الإسلام دين للعالم كله وللبشرية جمعاء على طول امتدادها زماناً، ماضياً وحاضراً ومستقبلاً... ولم يكن يوماً ديناً لقوم دون قوم ولا لبقعة من الأرض دون غيرها ولا لحقبة زمنية معنية دون ما سواها..
وما ندعيه للإسلام من عالمية ليس في جانب من جوانبه وإنما هي عامة يلاحظها المنصف أينما ولّى ببصره نحو معالم الإسلام الرحيبة، وأزعم بنحو اليقين أن لا يرتد إليه طرفه خاسئاً بشرط أن لا يجانب الموضوعية..
فلو استشرفنا تلك العالمية في بعض زواياها لوجدنا أن الإسلام عالمي على مستوى الرسالة، وعالمي على مستوى الرسول، وعالمي على مستوى الخطاب، وعالمي على مستوى المعجزة..
فكل ما تضمنته الرسالة في أصولها الثابتة وأحكامها المتغيرة التي تواكب الحياة مهما تطورت وامتدت وتسير مع البشرية الى نهاية المطاف يشهد بأن الإسلام عالمي..
وخصائص الرسول الكريم (صلى الله عليه وآله وسلم) وما احتضنته شخصيته المباركة من صفات ومميزات وطهر وأخلاق ورحمة وسخاء يشهد بأن الإسلام عالمي..
وخطابه ـ الإسلام ـ الذي عمّ البشرية جمعاء لا يفرق بين عربيهم وغيره، أبيضهم وأسودهم، ماضيهم وحاضرهم، رجلهم وامرأتهم، كبيرهم وصغيرهم، شريفهم ووضيعهم.. يشهد بأن الإسلام عالمي..
ثم إن معجزته ليست من قبيل معاجز الأنبياء السابقين التي وقفت عند عصرهم وباتت بالنسبة لنا دليلاً على نبوة ذلك النبي في وقته ونؤمن بها إيماناً به، وإنما معجزته هي القرآن.. وهو كتاب هداية للإنسان وبين يديه دائماً وأبداً وبإمكانه أن يستخرج من كنوز معارفه بقدر ما