من رضي برزق الله لم يحزن على ما فاته. ( نهج البلاغة ٤: ٨١ )      أكرم الحسب حسن الخلق. ( نهج البلاغة ٤: ١١)      الكلام في وثاقك ما لم تتكلم به، فإذا تكلمت به صرت في وثاقه. ( نهج البلاغة ٤: ٩١)      لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق. ( نهج البلاغة ٤: ٤١)      من نظر في عيب نفسه اشتغل عن عيب غيره. ( نهج البلاغة ٤: ٨١ )      
البحوث > المتفرقة > السنن الإلهية في الحياة البشرية (1) الصفحة

السنن الإلهية في الحياة البشرية (١)
السيد عادل الحكيم

الإنسان بين الجبر والاختيار
مقدمة
كيف تصنع الحياة البشرية وكيف تنسج خيوطها؟
هل تقع الأحداث بصورة عفوية؟
ما الذي يغير الموازين الاجتماعية والمعادلات السياسية؟
وما شهده التاريخ من علو أمم وسقوط أخرى وازدهار حضارات وأفول أخرى كله من دون سبب ، ولو كان له سبب فما هو؟
وكيف يحصل البعض على أسباب الانتصار وعوامله ، في حين يفقد البعض الآخر هذه الأسباب فيفشل؟
دقة المسألة وحساسيتها تقتضي الخروج بنظرية علميه واقعية تستحق الأيمان بها والاتكاء عليها خصوصاً في هكذا مفترق طرق حيث ستشكل هذه النظرية القاعدة الأساسية لأية فعالية إنسانية اختيارية وتنعكس بشكل مباشر على السلوك الإنساني وطبيعة تعامله مع الأشياء أو على الأقل ستؤثر على نظرة الإنسان إلى نفسه والى ما حوله من ظواهر حيث ان السلوك والفعل الخارجي إنما هو انعكاس للعقيدة والمتبنيات الفكرية على مختلف مستوياتها من حيث الأهمية والتجذر في النفس.
والذي يكاد يجمع عليه العقلاء ـ ولو من خلال سلوكهم الخارجي وأفعالهم وردود أفعالهم ـ أنّ هناك عوامل موضوعية مركبة وعلل متسلسلة هي التي تؤدي إلى حصول الحدث ولها القول الفصل في تحققه وعدم تحققه ، فولادة الشخص في هذه الأسرة بالذات وفي الظروف الخارجية المعينة التي تضاف إلى عوامل الوراثة وتسلسل حركة الفرد في المجتمع فعلاً