المهدي في منطلق العقل
حوراء إبراهيم العبادي
لا شك ان المنكرين لكون الإمام الحجة (عج) هو نجل الإمام الحسن العسكري (عليه السلام) ينطلقون من دوافع وغايات بعيدة عن منهج الإسلام في الدعوة إلى الإيمان بالعقائد، فمنهج الإسلام كما يقوم على العقل والمنطق فإنه يعتمد على الفطرة ويستند إلى الغيب، والإيمان بالغيب جزءٌ من عقيدة المسلم إذ تكررت الدعوة قرآناً وسنة إلى ذلك قال تعالى: (الم، ذلك الكتاب لا ريب فيه هدى للمتقين الذين يؤمنون بالغيب ...)(١) .
وفي السنة النبوية مئات الروايات المؤكدة على الإيمان بالغيب والتصديق بما يخبر به الرسل والأنبياء (عليهم السلام جميعاً) .
كما هو الأمر مثلاً بالنسبة الى الإيمان بالملائكة والجن وبعذاب القبر وسؤال الملكين في القبر وغير ذلك من المغيبات التي ذكرها القرآن أو أخبر بها النبي (صلى الله وعليه وآله) ومن جملة ذلك بل من أهمها قضية الإمام المهدي (عجل الله تعالى فرجه الشريف) الذي سيظهر آخر الزمان فيملأ الأرض قسطاً وعدلاً كما ملئت ظلماً وجورا، ومن هنا وجدنا المنكرين سواء تأثروا بمناهج الغرب ودراسات المستشرقين أو التلبيسات الباطلة لصرف الأمة المسلمة عن القيام بدورها في مرحلة الانتظار والترقب متبعين في ذلك مغالطات مفضوحة، إذ زعموا ان أطول عمر الإمام وما يتصل به يتعارض مع العلم والمنطق والعقل والواقع.
وسأحاول مناقشة بعض الشبهات المطروحة على وفق منهج المنطق العلمي والدليل العقلي.
١ـ كيف كان إماماً وهو في الخامسة من عمرة؟
والجواب: ان الإمام المهدي (عليه السلام) خلّف أباه في إمامة المسلمين وهذا يعني انه كان إماماً بكل ما في الإمامة من محتوى فكري وروحي في وقت مبكر جداً من حياته الشريفة، وإليك بيان ذلك:
ان الإمامة المبكرة ظاهرة سبق إليها عدد من آبائه (عليهم السلام) فالإمام الجواد بن علي تولى