ثقافة ومصطلحات قرآنية ٣
المكي والمدني
القسم الثاني
الشيخ حميد البغدادي
الخصائص الأسلوبية والموضوعية العامة
للمكي و المدني
ذكر الباحثون في الشأن القرآني الخصائص العامة لكل من المكي والمدني بعد تتبع لمواردها نلخّصها فيما يلي:
١ ـ القسم المكي
هناك اثنان و ثمانون(٨٢) سُورَة مَكِيـة ـ مقدار ما نَزَلَ مِنَ القرآنِ في مَكة قبْل الهجرة ـ والذي استغرق حوالي ثلاثة عشْر عاماً وفي القرآنِ حوالي.
خصائص الأسلوب و التَّعْبِيرِ في القسم المكي
أ ـ قِصَر الآيات والسور وقوة الأَلفاظ وإيجازها وتجانسها الصوتي.
الخصائص المذكورة تعبر عن حالة غالبية لا مطردة بل غالبية حيث يجد المتتبع مجموعة من السور والآيات طوال وهي مكية ونذكر على سبيل المثال الشعراء، الأعراف، الفرقان، الإسراء، يونس، يوسف، الأنعام، الشورى، وغيرها.
وفي المقابل هناك سور قصار رغم انها مدنية مثل النصر، البيّنة، الجمعة، التغابن، الصف، وغيرها.كما ان آيات الرحمن ـ وهي مدنية ـ قصار.
ب ـ اختصاصها بتعْبيرات مثل: مخاطبة كل الناس (يَأَيُّهَا النَّاسُ) وعدم استعمالها لكلمة(يا أيها الذين آمنوا).
بالنسبة إلى الخصيصة الأولى يمكن ملاحظة انها وان كانت غالبية إلا ان وردت تسع مرّات في أربع سورة مدنية ـ البقرة والنساء والحج والحجرات ـ .ونسردها كالتالي:
(يَا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ) (٢١) سورة البقرة
(يَا أَيُّهَا النَّاسُ كُلُواْ مِمَّا فِي الأَرْضِ حَلاَلاً طَيِّباً وَلاَ تَتَّبِعُواْ خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُّبِينٌ) (١٦٨) سورة البقرة