ثقافة ومصطلحات قرآنية - ٧
الشيخ حميد البغدادي
المحكم والمتشابه ـ القسم الأول
(هُوَ الَّذِيَ أَنزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُّحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ فَأَمَّا الَّذِينَ في قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلاَّ اللّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِّنْ عِندِ رَبِّنَا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلاَّ أُوْلُواْ الألْبَابِ). سورة آل عمران: ٧
أوضح القرآن الكريم في هذه الآيات المباركات اشتماله على آيات وصفها بالمحكمات والتي عبر عنها بـ أم الكتاب وهن آيات واضحات ، وآيات أخر وصفها بالمتشابه.ان القرآن المجيد خطاب مباشر من الله خالق البشرية جمعاء إلى كل إنسان فلابد ان يكون مفهوما لهم جميعا . ولان الناس درجات في العلم و الإيمان ، فلابد ان تكون آيات القرآن درجــات فتنشأ مشكلة المتشابه، حيث تكون الدرجة العالية غير مفهومة لمن هم في الدرجات الدنيا .
ويشير القرآن إلى حل المشكلة بأن يطلب بترك الآية غير المفهومة لهم، تركها لمن يفهمونها ممن تتناسب درجاتهم معها.
يسمى القرآن الحكيم الآية المفهومة بـ (المحكم) بينما يدعو الآية التي هي أعلى من مستوى فهم القارىء بـ ( المتشابه ) و يأمر الناس بأتباع المحكم و ترك المتشابه .
ومن هنا نعرف ان ليس الناس سواء في المحكم و المتشابه . إذ ان المحكم الذي يبدو واضحا عند فرد - لأنه في مستوى فهمه - يكون متشابها عند فرد آخر ، لأنه أعلى من مستواه .
وعليه يجب على من لم يؤت فهم آية عليه أمران :
١- ان يقف عند الآية . ولا يصيبه الغرور فيزعم انه قادر على فهم الآية ، فيفسرها برأيه فيضل و يضل الآخرين .
