ثقافة ومصطلحات قرآنية -٩
المحكم والمتشابه
الشيخ حميد البغدادي
ملاحظات ونتائج مهمة مستخلصة من مطاوي بحث المحكم والمتشابه السابق نعرضها بين يديك عزيزي القارئ:
الأولى: أهمية وفائدة تفسير القران الكريم
أن استعمال القرآن الكريم للمتشابه لا يعني عدم فائدة الممارسة التفسيرية والبحث القرآني والدراسات القرآنية، بل يزيد من أهمية ذلك ويستدعي من الباحثين والمعنيين بالشأن القرآني مزيد من التعمق والاهتمام بمعرفة الآيات ودراستها؛ وذلك ان المراجعة القرآنية المتأنية والدقيقة هي الكفيلة بالوصول إلى فهم الكثير من المعاني القرآنية واستكشاف المفاهيم والرؤى القرآنية.
الثانية: القران الكريم هدى وفرقاناً وتبياناً لكل شيء
أن وجود المتشابه في القرآن الكريم لا يلغي مرجعية القران الكريم واعتباره هدى وفرقاناً وبياناً وتبياناً لكل شيء ـ وهي التي تشكل أهمية القران وفائدته الحقيقية ـ فإنّه لا يؤثر على دور القرآن الرئيس وأهميّته باعتباره الكتاب الذي جعله هداية ومناراً للعباد، ولا ينفي الهدف من نزول القرآن الكريم، رغم وجود هذه المجموعة من الآيات المتشبهات لأنّ المحكمات من الآيات متكفلة للقيام بهذا الدور ووافية به، ولعل التعبير بأمّ الكتاب يفهم منه إلى قيام المحكمات من الايات الشريفة بدور المرجع في توضيح المعنى المراد من المتشابه، وبذلك يبقى القران واضحا وتبيانا.
عن الإمام الرضا عليه السلام: ( من ردّ متشابهه القرآن إلى محكمه هدي إلى صراط مستقيم ). (١)