ثقافة ومصطلحات قرآنية - ١٢
الشيخ حميد البغدادي
متى يتم النسخ في الشريعة الإسلامية؟ : النسخ في الشريعة الإسلامية لا يشمل إلا جانب الأحكام ـ كما مر سابقا ـ فلا نسخ في العقيدة، وقيم الأخلاق، أو ما اخبر اللّه سبحانه وتعالى به من وقائع، أو ما بينه من علوم ومعارف، وذلك ان هذه الأمور لا يعقل فيها التغير و التبدل اما الأحكام فيتصور فيها مصلحة إظهار الحكم على نحو يبدو منه الاستمرار وان كان في الواقع ليس كذلك.
ولكن وقع الاختلاف بين العلماء في ما يمكن ان ينسخ من القرآن أي ما ينسخ من آيات القرآن وما لا ينسخ.
ولأجل أن يتضح ذلك نلخص المسألة كالتالي:
أقسام النسخ في القران
هناك عدة أقسام متصورة للنسخ وهي كالتالي:
الأول: نسخ الحكم دون التلاوة
اجمع المسلمون على وقوع نسخ حكم الآية مع بقاء التلاوة أي ان الآية باقية، وتبقى كجزء من القرآن الذي يتلى ، لكن حكمها معطل تعطيلا نهائيا، لاستبداله بغيره من الأحكام، كآية النجوى: وهي قوله تعالى: (يا أيها الذين آمنوا إذا ناجيتم الرسولفقدموا بين يدي نجواكم صدقة...). (١)
حيث لم يعمل بها سوى الإمام علي(عليه السلام) ـ كما روى أصحاب الحديث في قضية معروفة ـ فنسخت بآية أخرى بعدها (أأشفقتم أن تقدموا بين يدي نجواكم صدقات فإذ لم تفعلوا