ثقافة ومصطلحات قرآنية- ١٣
نزول القرآن
القسم الأول
الشيخ حميد البغدادي
قال سبحانه وتعالى: (كتاب أنزلناه إليك لتخرج الناس من الظلمات إلى النور بإذن ربهم إلى صراط العزيز الحميد) (إبراهيم:١) يأتي النُزول بمعنى الانحطاطُ من عُلوٍّ إلى سفل (١)، فتقول نزل فلان من الجبل ، ونزل عن الدابة.
ولذا عبر عن تلقي الوحي من قبل النبي الأكرم بنزول القران لأنه كان يتلقى هذا الوحي من جهة عليا وهي اللّه سبحانه والمقصود بالعلو الرفعة والاعتبار وليس المكان للإشارة باستعمال لفظ النزول إلى علو الجهة التي اتصل بها النبي عن طريق الوحي وتلقى عنها القرآن الكريم. (٢)
ولعل السبب في ذلك ان فيه تشريف وتكريم لهذا الكتاب العزيز وبيان علو منزلته كما قال تعالى:
(حم. والكتاب المبين إنا جعلناه قرآناً عربياً لعلكم تعقلون وإنه في أم الكتاب لدينا لعلي حكيم) (الزخرف: ١-٤)
ورد لفظ "النزول" في القرآن الكريم، المقيد بأنه من الله سبحانه وتعالى وهو مختص بالقرآن الكريم فلم يرد إلا معه كقوله تعالى:
١ـ (قل نزله روح القدس من ربك بالحق) (النحل: ١٠٢).
٢ـ (تنزيل الكتاب من الله العزيز الحكيم). (في ٣ مواضع: سورة الزمر:١، وسورة الجاثية:٢، وسورة الأحقاف:٢).