أصلح مثواك ولا تبع آخرتك بدنياك. (نهج البلاغة ٣: ٣٩)      الحكمة ضالة المؤمن، فخذ الحكمة ولو من أهل النفاق. ( نهج البلاغة ٤: ١٨)      إن استطعت أن لا يكون بينك وبين الله ذو نعمة فافعل. ( نهج البلاغة ٣: ٥١)        لا تقل ما لا تعلم وإن قل ما تعلم. ( نهج البلاغة ٣: ٤٦)      من أصلح أمر آخرته أصلح الله له أمر دنياه. ( نهج البلاغة ٤: ٢٠)      
البحوث > المتفرقة > ثقافة ومصطلحات قرآنية (14) الصفحة

ثقافة ومصطلحات قرآنية -١٤
نزول القرآن
القسم الثاني
الشيخ حميد البغدادي
الفرق بين الإنزال والتنزيل: ذهب جمع من اللغويين والمفسرين إلى القول بالفرق بين اللفظتين ، قال الواحدي عند تفسيره لقوله تعالى: ? نَزَّلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقاً لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ وَأَنزَلَ التَّوْرَاةَ وَالإِنجِيلَ ? آل عمران٣ ، إنما قال ? نزّل? وقال: ? وَأَنزَلَ التَّوْرَاةَ وَالإِنجِيلَ? لأن التنزيل للتكثير، والقرآن نزل نجوماً، شيئاً بعد شيء، والتوراة والإنجيل نزلتا دفعة واحدة(١).
وقال الجرجاني في كتابه التعريفات مفرقاً بين اللفظتين: (الفرق بين الإنزال والتنزيل: الإنزال يستعمل في الدفعة، والتنزيل يستعمل في التدريج)(٢).
وأما الإنزال فكقوله: ? إنا أنزلناه في ليلة القدر? القدر:١ وإنما خص لفظ الإنزال دون التنزيل لما روي أن القرآن نزل دفعة واحدة إلى سماء الدنيا ثم نزل نجماً فنجماً (٣).
وقد رد ذلك بما يلي:
١ - أن التضعيف في نَزَّل والهمزة في (انزل ) تفيد نقل الفعل من اللازم إلى المتعدي وليس للتكثير.
٢ - أنه لو كان كذاك لما جاء قوله تعالى: ? وقال الذين كفروا لولا نزّل عليه القرآن جملة واحدة? الفرقان: ٣٢ جامعاً بين التضعيف وقوله ? جملة واحدة? وهما متنافيان في الدلالة حسب هذا الرأي(٤).

(١) البسيط للواحدي، (١٥٢). والواحدي هو الإمام الكبير اللغوي النحوي المفسر أبو الحسن علي بن أحمد بن محمد الواحدي النيسابوري . المتوفى سنة ٤٦٨هـ رحمه الله.
(٢)التعريفات للجرجاني (٧٣).
(٣) مفردات الراغب، مادة نزل (٧٤٤) بتصرف.
(٤) انظر: البحر المحيط (١: ١٠٣).