ثقافة ومصطلحات قرآنية -٢٢
الشيخ حميد البغدادي
الشبهة الثالثة : تعرض القرآن الكريم لقصص الأنبياء كما تحدثت الكتب الدينية الأخرى كالتوراة والإنجيل عنها ولكن هناك فرقا بين ما ذكره القرآن وما ورد في التوراة والإنجيل مما يجعلنا نشك في ان يكون مصدر القرآن الوحي الإلهي لسببين :
الأول : ان هذه الكتب من الوحي الإلهي الذي اعترف به القرآن نفسه وإذا كان القرآن وحياً الهياً أيضاً فلا يمكن ان يناقض الوحي نفسه في الإخبار عن حوادث تاريخية واقعية.
الثاني : ان هذه الكتب لازالت تتداولها أمم هؤلاء الأنبياء وهم بطبيعة ارتباطهم الديني والاجتماعي بأنبيائهم لابد وان يكونوا أدق اطلاعاً على أحوالهم من القرآن الذي جاء في امة ومجتمع منفصل عن تاريخ هؤلاء الأنبياء.
ويرد هذه الشبهة ان هذه الكتب الدينية قد تعرضت للتحريف والتزوير وكان أحد أسباب التحريف هو الانفصال التاريخي الذي وقع بين الأنبياء وأممهم الأمر الذي جعلهم غير قادرين على الاحتفاظ الديني حيث كتبت هذه الكتب في أزمنة منفصلة عن الأنبياء، مضافا إلى امتداد يد العبث إلى هذه الكتب
وبالمراجعة إلى محتوى الخلاف بين القرآن الكريم والكتب الدينية الأخرى نجد ان ذلك مدعاة إلى الإيمان بصدق القرآن الكريم، وذلك ان التوراة والإنجيل تذكر في قصص هؤلاء الأنبياء مجموعة من الخرافات والأوهام يتجاوزها القرآن الكريم، وينسبان إلى الأنبياء اعمالاً ومواقف لا يصح نسبتها إليهم. (١)
الشبهة الرابعة :
وهي شبهة اقرب إلى المذاق الفلسفي بدعوى ان القدرة على البعض قدرة على الكل فلا شك ان ذوي القدرة والمعرفة باللغة العربية يتمكنون من الإتيان بمثل بعض الكلمات القرآنية. وعندها من المعقول ان تتوفر أيضاً في كلمات أخرى. وهذا ينتهي بنا إلى ان نجزم بوجود القدرة على الإتيان بسورة أو أكثر من القرآن الكريم.