أحسن كما تحب أن يُحسن إليك. ( نهج البلاغة ٣: ٤٥)        رب قريب أبعد من بعيد، ورب بعيد أقرب من قريب. ( نهج البلاغة ٣: ٥٥)      الطمع رق مؤبد. ( نهج البلاغة ٤: ٤٢)       لا  تتخذن عدو صديقك صديقاً فتعادي صديقك. ( نهج البلاغة ٣: ٥٤)        أخلص في المسألة لربّك فإن بيده العطاء والحرمان. ( نهج البلاغة ٣: ٣٩)      
البحوث > المتفرقة > الذرية وصلاح المجتمع الصفحة

الذرية وصلاح المجتمع
الشيخ علاء الدين الحمداوي
ما يميز الاسلام وتعاليمه عن بقية الانظمة الوضعية فيما يرتبط بالحياة الاجتماعية ونمو الانسان فكريا وعلمليا هو ان واضعها هو العلام بطبيعة الانسان وخفاياها ولهذا شرع تلك التعاليم وفق ما يتناسب مع الطبيعة البشرية ليسمو بها الانسان الى السعادة الدنيوية والاخروية فسعادة المجتمع او تعاسته مرتبطه من وجه النظر الاسلامية بالتزامه بتلك التعاليم او تركه لها وراء ظهره.
وتغيير المجتمع وإرشاده إلى الطريق الحق ليس بالأمر السهل خصوصاً وأن إلزام الإنسان ببعض الأوامر على خلاف الهوى والميل النفسي ثم ان أوعية الناس مختلفة في فهم التعاليم وقبولها فضلاً عن العمل بها فمنهم من يقبل بمجرد سماعها ومنهم من لا يقبلها ومنهم من يعرضها على عقله وما غذاه من نظريات في حياته فيأخذ بما وافقه فقط وهذا كله في مقام القبول بتلك الإرشادات أما مقام العمل بها فالأمر أعظم بكثير
وبحسب ما أعتقد  أن التبليغ الإسلامي بشتى أنواعه ودعوى الناس إلى التقوى والعمل بالإسلام أمر بالغ الأهمية وقد حثت الشريعة المقدسة عليه بل جعلته من الواجبات إلا أنه كلما كان المتلقي للتعاليم والإرشادات الإسلامية متقبلاً لها بطبعه ونفسيته فكراً وعملاً كان الوصول إلى الهدف وإصلاح المجتمع أقرب.
وإذا أمعنا النظر؟ في الأحاديث الواردة عن أهل البيت  نجد أنها وضعت خطة طويلة الأمد نسبياً لتهيئة مجتمع له آذان صاغية قابلاً للإرشاد والإصلاح ومن أهم ما تصبو إليه هذه الخطة هو تهيئة ذرية صالحة سالمة من جميع الأمراض الخَلقية والخُلُقية، وتبدأ بالحث على الزواج لأنه سُّر بقاء النوع الإنساني فعن أبي عبد الله الصادق(عليه السلام)  قال: ان رسول الله(صلى الله وعليه وآله)  قال: (تزوجوا فإني مكاثر بكم الأُمم غداً في القيامة حتى ان السقط يجيء محبنطئاً على باب الجنة فيقال له: ادخل الجنة فيقول: لا حتى يدخل أبواي الجنة قبلي).
ثم تبين الأخبار الصفات التي ينبغي ان تكون الزوجة متصفة بها كرواية جابر بن عبد الله قال: كنا عند النبي(صلى الله وعليه وآله)  فقال: (إن خير نسائكم الولود الودود العفيفة العزيزة