جانب من حياة الامام السجاد عليه السلام السياسية
عدي السهلاني
دورة الإمام الحسن المجتبى (عليه السلام)
تتميز حياة اهل البيت (عليه السلام ) بالعمل المستمر من اجل تحقيق الاهداف العليا للامة الإسلامية وترسيخ حاكمية الإسلام في مسيرتها , فهدفهم سلام الله عليهم واحد , رغم تنوع المسؤوليات والاساليب التي مارسوها في موقعهم القيادي في المجتمع الإسلامي , فنجد ان نشاطهم ومواقفهم السياسية مختلفة , فبعض الأئمة حمل راية المعارضة السياسية , وبعضهم تنازل عن السلطة ظاهرا وثالث يقبل ولاية العهد , وجميع هذه المواقف تُمثل مواقف مبدئية للائمة (عليه السلام ) على رغم التضاد الظاهري .
ويرجع هذا التنوّع في الاسلوب وفي المواقف السياسيه للائمة سلام الله عليهم الى اختلاف وتباين الظروف السياسية والفكرية والاجتماعية التي عاصروها , فكل ظرف تاريخي محدد بحاجة الى موقف سياسي معين لا يصلح له موقفٌ آخر، فمثلا موقف الصلح لا يناسب الظرف السياسي الذي عاصره الإمام الحسين (عليه السلام ), كما ان موقف المعارضة السياسية والعسكرية لا يصلح للظرف السياسي الذي عاشه الإمام الحسن (عليه السلام ), وهكذا الحال في سائر الائمة (عليه السلام ).
فان الموقف الذي يجب ان يتخذه الإمام ليس بالضرورة ان يتحدد في اتخاذ الموقف المعارض للنظام وحمل السلاح ضده فالعمل والاسلوب السياسي الذي يتخذه اهل البيت (عليه السلام ) قد يكون كذلك وقد لا يكون كذلك , بل قد يكون من خلال ممارسة قيادة الأُمة نحو الصلاح والرشاد وبيان الافكار الاصيلة وتحديد معالم الإسلام والتفاصيل التشريعية المرتبطة بالجوانب الفردية والاجتماعية . وبعد بيان ما تقدم يتضح الجواب على من يقول بان الإمام السجاد (عليه السلام ) قد تفرغ للعمل العبادي , وانصرف للدعاء وترك الأُمة نهباً للطواغيت والمنحرفين وادعياء الإمامة , وايتضح ان هذا الرأي لا يستند على أي أساس موضوعي , صحيح ان الإمام (عليه السلام ) كان زيناً للعابدين وسيداً للساجدين , وكان من أصحاب الدعاء والمناجات – كما يشير اليه الكثير من المؤرخين من العامة والخاصة – الا ان هذا جانب من