الإسراء والمعراج - ١
الشيخ حميد البغدادي
سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ) الإسراء:١
مقدمة : يحتفل المسلمون بذكرى الإسراءِ والمعراج، لأنها مناسبةٌ عظيمة بمدلولها ، فهي معجزةٌ كبرى خُصَّ بها الرسول الأكرم ُ صلى الله عليه واله.
ويؤمن المسلمون إيماناً قاطعاً بتلك الحادثة فقد ذكرها القرآن الكريم في مطلع سورة الإسراء (سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ)، وتعرضت لها الأحاديثِ الصَّحيحةِ و (الإسراء) اسم لسورة تتحدث عن حدث إعجازي جرى للنبي صلى الله عليه وآله وسلم.
الإسـراء و المعراج في القـرآن: ورد ذكر الإسراء صريحا في القرآن الكريم في سورة الإسراء: (سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلاً..) الإسراء:١
ووردت الإشارة إلى المعراج من دون التعرض للإسراء ضمن سورة النجم: (عَلَّمَهُ شَدِيدُ الْقُوَى * ذُو مِرَّةٍ فَاسْتَوَى * وَهُوَ بِالأُفُقِ الأَعْلَى * ثُمَّ دَنَا فَتَدَلَّى * فَكَانَ قَابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنَى * فَأَوْحَى إِلى عَبْدِهِ مَآ أَوْحَى * مَا كَذَبَ الْفُؤَادُ مَا رَأَى * أفَتُمارُونَهُ على ما يرى* ولقد رآهُ نَزلَةً اُخرى* عِند سِدرَةِ المُنتهى* عِندَها جنَّةُ المأوى إِذ يغشى السِّدرَةَ ما يغشى* ما زاغ البصرُ وما طغى* لقد رأى مِن آيات ربّهِ الكُبرى) النجم : ١٢ - ١٨
الإسراء ليس بمستحيل: الإسراء و المعراج آية من آيات الله تعالى التي لا تعد ولا تحصى. فمَن يؤمن باللّه القادر على كلّ شيء لا يستغرب واقعة كهذه، فالنقلة من المسجد الأقصى والوصول إليه في سرعة تتجاوز الخيال ليست أغرب من الاتصال بالملأ الأعلى، وتلقَّي القرآن والرسالة عنه.
(إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئاً أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ )يس٨٢
والمراجع لتأريخ مسيرة الأنبياء عليهم السلام يجدها مملؤة بالمعجزات ،كإحياء الموتى وجعل النار بردا وسلاما و ابتلاع العصى لما فعله السحرة، وتسيير الله سبحانه الريح لنبي الله