الإسراء والمعراج -٢
الشيخ حميد البغدادي
متى كان الإسراء والمعراج ؟ إِنَّ الاختلاف في تأريخ وقوع الإسراء المعراج لا ينفي أصل الحادثة؛ فهو مسلم صرّح به القرآن الكريم والروايات الشريفة. قال السيد الطباطبائي في الميزان: (ان أصل الإسراء مما لا سبيل إلى إنكاره فقد نص عليه القرآن وتواترت عليه الأخبار عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم والأئمة من أهل بيته عليهم السلام). (١)
ولو قيل بتعدد المعارج لرسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله فسيكون الجمع بين الأقوال سهل، اذ يشير كل قول لأحد هذه المعارج.
وعلى القول بكونه واحد أو أن الذي ينقل تاريخيا في الحديث مع قريش وتكذيبهم إياه هو المقصود فلابد من تحديد تأريخه، ولابد من الإشارة إلى انه قبل الهجرة والقول بأنه بعد الهجرة(٢) بعيد.
و أرجح الأقوال أن النبي صلى الله عليه واله أسرى به ليلة سبع وعشرين من رجب من السنة الخامسة من البعثة (اختلف البعض في حساب البعثة فابن عباس لا يحسب الثلاث سنوات الأولى، على اعتبار: أنه صلى الله عليه وآله وسلم إنما أُمر بإنذار الناس بعدها)(٣).
ويؤيد ذلك أمور:
١ ـ روي عن الصحابي الجليل ابن عباس أن ذلك كان بعد البعثة بسنتين (٤) وابـن عباس وان لم يكن معه صلى الله عليه وآله وسلم حين معراجه حتى يكون شاهدا بـتـاريخه حيث أدرك مدة قصيرة من حياة الرسول صلى الله عليه وآله وسلم , لكننا نعلم ان أكثر علمه هو من علم علي عليه السلام (٥) , فيبدو انه ينقله عنه عليه السلام إلا ان النقل اختلف عنهما بين الاثنين والثلاث .