عجبت لمن يقنط ومعه الاستغفار. ( نهج البلاغة ٤: ١٩)      الطمع رق مؤبد. ( نهج البلاغة ٤: ٤٢)      في عقب غيركم تحفظوا في عقبكم. ( نهج البلاغة ٤: ٦٦)        الجئ نفسك في الأمور كلّها إلى الهك فإنّك تلجئها إلى كهف حريز ومانع عزيز. ( نهج البلاغة ٣: ٣٩)        لا تظلِم كما لا تحب أن تُظلَمَ. ( نهج البلاغة ٣: ٤٥)      
البحوث > المتفرقة > القفاري وشبهة وساطة الإئمة عليهم السلام الصفحة

القفاري وشبهة وساطة الأئمة (ع) ـ القسم الأول
الشيخ فلاح العابدي
مقدمة
 كثيرة هي الشبهات التي تطرح في الأوساط العلمية، ولكن المرجو من المحققين هو تحري الحق والتسليم له، وإغلاق باب اجترار ما طرح في الزمان الغابر بعد أن تجلى فيه الحق، ومن المؤسف أن نرى قوما أبوا إلا أن يجمعوا كل ما وقع تحت فؤوسهم كحاطب ليل لايعلم ما تحويه حزمة حطبه، وقد يدفعنا هذا لسوء الظن بمن يعمد الى مثل هذا الأسلوب تجاه إخوانه وأبناء دينه، فلا مبرر لذلك إلا وجود مخطط مبرمج للنيل منهم وإقصائهم أمام الآخرين.
والمتتبع المنصف يرى بوضوح حجم الشبهات التي استهدفت مدرسة أهل البيت(عليهم السلام) وهي على كثرتها لم تكن خاضعة لميزان الحق والضوابط العلمية ، بل تغلب عليها الحالة العدوانية المنطلقة من النظرة الطائفية الضيقة والمقيتة التي من ورائها الاطماع السياسية ، غافلين أو متغافلين عن أن النبي الأكرم(صلى الله عليه وآله) هو من أرسى دعائم هذه المدرسة ووضع أسسها في الصدر الأول للإسلام ، جاعلا إياها المرجع الوحيد للمسلمين بعد أن عين ركنيها الأساسيين بقوله : "كتاب الله وعترتي أهل بيتي" .
وقد تحمل أعباء هذه المدرسة والدفاع عنها ودرئ الشبهات المثارة حولها أئمة أهل البيت(عليهم السلام) ومن بعدهم تلامذتهم الأفذاذ ، فقد خاضوا معارك جدلية شرسة أخضعوا فيها خصومهم وبددوا شبهاتهم سرابا ، وعندما يجد الخصم أن هزيمته قد لاحت يعمد إلى اساليب الوشاية وتأليب السلطة ـ المناوءة في ذلك الوقت لمنهج هذه المدرسة الشريفة ـ ليتم بعد ذلك تصفية روادها جسديا ، وكان على رأس تلك الضحايا الأئمة الأطهار(سلام الله عليهم) .
إلا أن هذه المعركة لم تضع أوزارها عند بعضهم ، فلا زال هناك من يحاول إحياء ما أميت من بدعة أسلافه ، لذا نرى بين الفينة والأخرى يظهر من يصور للناس أن مدرسة أهل البيت(عليهم السلام) قد عجزت عن رد ما أثير حولها، فيجمع الشاردة والواردة لأجل زيادة الكم، إذ لعل واحدة تصيب في إبعاد الناس عن أهل البيت ومدرستهم، وتشويه هذه الصورة عند الآخرين.