الصيام مدخل العبادات
السيد سعد البخاتي
للشريعة الإسلامية منهجية خاصة في تربية أبنائها وإيصالهم إلى مرتبة الكمال الذي خلقهم الله له، وذلك من خلال البرنامج العبادي المعّد لهم، من صلاة وصيام، وحج، وأمر بمعروف، ونهي عن المنكر و...
إلا أن بعض هذه العبادات أفضل من بعض، وبعضها يكون بمثابة المقدم للبعض الآخر.
ورود عن النبي (صلى الله وعليه وآله): ( لكلّ شيء باب وباب العبادة الصوم)، فالنبي (صلى الله وعليه وآله) في الحديث يشبه العبادة بالبيت ولهذا البيت باب، وما ذلك الباب إلا الصوم.
فلا يمكن الدخول إلى رحاب العبادة بحيث تعطي أثرها المرجو منها إلا من خلال الصوم، فالصوم هو النافذة التي يطل من خلالها المؤمن على معاني العبادة ويحصل على آثارها.
وهنا قد يتبادر إلى ذهن القارئ العزيز سؤال، وهو: كيف تدخل إلى رحاب العبادة وفضائها الوسيع من خلال الصيام؟
وقبل أن نسعف القارئ بالجواب عن سؤاله يتحتم علينا بيان أمر مهم، وهو أن الصوم على ثلاث مراتب ومستويات بحسب التزام الصائم بصومه:
المرتبة الأولى: وهي الإمساك عن المفطرات العشرة مع النية، وهذا ما يلتزم به عامة المسلمين، ولا يصح صيام عبد إلا بذلك.
وهذه المرتبة لا يترتب عليها إلا براءة الذمة، والخلاص من العذاب أما الثواب والتكامل فلا يترتبان على هذا المقدار من الصوم؛ ولذا ورد ( كم من صائم ليس له من صيامه إلا الجوع والعطش).
المرتبة الثانية: هي الإمساك عن المفطرات مع النية، وكف الجوارح عن المعاصي والمحرمات، فالصائم بهذه المرتبة لا ينظر إلى ما حرم الله، ولا يسمع إلى ما حرّم الله، ولا يتكلم بما حرّم الله، و...