الرؤية الكونية رؤية قرآنية
الشيخ طلال الحسن
تنقسم الرؤية الكونية إلى رؤية كونية إلهية ورؤية كونية مادية, والأُولى تتبنّى الإعتقاد بوجود الله سبحانه وحاكميّته المطلقة على عالم الإمكان كشرط أوّلي و أساسيّ في رسم هذه الرؤية, وتتفرّع عليه جملة من المطالب والمعارف العقدية المتعلّقة بالعدل والنبوة والمعاد , وفي طول هذه المعارف الأولية تندرج المسائل العملية المسمّاة بفروع الدين.
وأمّا الرؤية الكونية المادّية فإنّها تقدّم خطوطاً بيانيّة أُخرى تفسّر في ضوئها وجود العالم وحركته تفسيراً مادّيّاً صرفاً (١),فلا نافذة للقوى الغيبية ـ إجمالاً وتفصيلاً ـ في صيرورة العالم فضلا عن التصرّف فيه.
والذي يهمّنا في هذه السطور هو الرؤية الإلهية لا المادّية وبيان مدخلية القرآن في رسم هذه الرؤية.
إنّ القرآن الكريم قد وضع في سلّمه المعرفي كمّاً كبيراً من النتائج المعرفية على صعيدي التحقيق والتحقّق (٢) معاً لتحقيق هدفه المعرفي الغائي الذي به تكتمل الرؤية الكونية الإلهية ممّا يعني أنّ الرؤية الكونية الإلهية لا تنفكّ أبداً عن المعطيات المعرفية القرآنية. وهذه المعطيات المعرفية تعتمد في استجلائها على العملية التفسيرية , وحيث أنّ العملية التفسيرية تتقوّم بعدّة أركان وتتصف بعدّة مزايا يعسر الوقوف عليها في هذه الإطلالة القصيرة فإنّنا سوف نقف عند جملة من متعلّقات ونتائج العملية التفسيرية لبيان مدخلية القرآن في رسم الرؤية الكونية الإلهية.