عدة الاصول في أصول الفقه
الشيخ ابي جعفر محمد بن الحسن الطوسي
الجزء الثالث
هذا هو الجزء الثاني من كتاب عدة الاصول في اصول الفقه
للامام الهمام شيخ الطايفة الناجية ووجه الشيعة الامام الشيخ أبي جعفر محمد بن الحسن بن علي الطوسى تغمده الله برحمته
وهذا الشيخ جليل القدر حاله اشهر من أن يذكر ولد في شهر رمضان سنة خمس وثمانين وثلثمائة وتوفى ليلة الاثنين في الثاني والعشرين من المحرم سنة ستين واربع مائة بالمشهد الغروى على ساكنه السلام ودفن بداره وقد امر بطبعه وانتشار نسخته جناب العالم الفاضل قدوة ارباب الادب الشيخ على الخراساني اصلا والحايرى مسكنا ومدفنا انشاء الله المعروف بالشيخ الرئيس دام عمره وزيد فضله في شهر محرم ١٣١٨ هذا هو الجزء الثاني من كتاب عدة الاصول للشيخ (لشيخ) الطايفة الناجية أبي جعفر محمد بن الحسن بن على الطوسي رضوان الله عليه
بسم الله الرحمن الرحيم
فصل في ذكر الوجوه التي تحتاج الاشياء فيها إلى بيان
وما يقع به البيان
إذا كان البيان عبارة عن الدلالة على ما قدمنا القول فيه فكل وجه لا يعلم كون الشئ عليه ضرورة فانه يحتاج إلى بيان كما ان ذلك يحتاج إلى دلالة وسواء كان عقليا أو شرعيا فاما ما علم كون الشئ عليه ضرورة فانه يستغنى بحصول العلم فيه عن بيان ذلك وكذلك ما يعلم بالدلالة إذا حصل العلم بالمعلوم فانه يستغنى بحصول العلم به عن بيان ثان إذا ثبت هذه الجملة فالعقليات كلما لا يعلم منها ضرورة أو ما يجرى مجرى الضرورة فلابد فيه من بيان كما لابد فيه من دلالة والشرعيات تحتاج إلى بيان كما تحتاج باجمعها إلى دلالة هذا إذا اردنا بالبيان الدلالة ومتى اردنا ما يرجع إلى الخطاب والفرق بين ما يحتاج إلى بيان وما لا يحتاج فقد قدمنا القول في ذلك وقلنا ان ما يحتاج من ذلك إلى بيان على وجوه منها ما يحتاج في تخصيصه إذا كان عاما وعلم في الجملة انه مخصوص فانه يحتاج في تعيين ما خص به إلى بيان ومنها ما يحتاج إلى بيان النسخ إذا كان مما ينسخ لانه إذا قيل افعلوا كذا إلى وقت ما ينسخ عنكم فان وقت النسخ يحتاج إلى بيان ومنها ما يحتاج إلى بيان اوصافه وشروطه إذا كانت له اوصاف (صفات خ ل) وشروط كما قلناه في الاسماء الشرعية من الصلوة والزكوة وغيرها وقد يحتاج الفعل ايضا إلى بيان كما يحتاج القول إليه إذا لم ينبئ بنفسه عن المراد على ما سنبينه انشاء الله فاما ما به يتبين الشئ فاشياء منها الكتابة و ذلك نحو ما كتب النبي صلى الله عليه وآله واله إلى عماله بالاحكام التي بينها لهم ولمن بعدهم من كتب الصدقات والديات و غيرها من الاحكام ومنها القول والكلام وقد بين النبي (ع) (نبي خ ل) الشريعة اكثرها بذلك ومنها الافعال وذلك نحو ما ورى عن النبي صلى الله عليه وآله انه صلى وحج وتوضأ وقال صلوا كما رأيتموني اصلي وقال خذوا عنى مناسك